وافقت الولايات المتحدة رسميًا على استلام طائرة فاخرة من طراز "بوينغ 747-8" كهدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية مؤقتة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة وُصفت بـأنها "غير مسبوقة" من حيث القيمة والرمزية.
وافق وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث على تسلم الطائرة التي تُقدّر قيمتها بنحو 400 مليون دولار.
كما وجّه سلاح الجو إلى تسريع تجهيزها لتتناسب مع معايير الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، على الرغم افتقارها إلى بعض الخصائص الاستراتيجية، مثل إمكانية التزود بالوقود جوًا.
وأثار قبول الهدية جدلًا سياسيًا وأخلاقيًا واسعًا في واشنطن، بعد إشارة خبراء إلى أن هذه الخطوة قد تتعارض مع القوانين الأميركية المتعلقة بتلقي الهدايا من حكومات أجنبية، في حين سعى نواب ديمقراطيون إلى عرقلة الصفقة.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر المخاوف "سخيفة"، وقال في مؤتمر صحافي: "أعتقد أنها لفتة سخية للغاية.. ومن الغباء عدم قبولها".
أما الجانب القطري فقد قلل حجم المخاوف، وفي أول تعليق رسمي على الجدل المثار، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش منتدى اقتصادي في الدوحة، شهد توقيع صفقات ضخمة مع شركات أميركية: "إن تقديم طائرة كهدية أمر طبيعي بين الحلفاء"، مضيفًا أن "قطر لا تسعى لشراء النفوذ بل تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة".
تصميم فخم وإرث ملكي
كانت الطائرة، المعروفة سابقًا باسم P4-HBJ، ضمن أسطول الطائرات الخاصة للعائلة الحاكمة القطرية، وتحديدًا تحت تصرف رئيس الوزراء الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وتتميز بتصميم داخلي فائق الفخامة من توقيع دار "كابينيت ألبرتو بينتو" الفرنسية، فيما تضم جناحًا ملكيًا وصالات رحبة ومقاعد جلدية تكفي لـ 89 راكبًا، إضافة إلى تحف فنية وسجاد يدوي فاخر.
وتحولت الطائرة إلى رمز للترف والدبلوماسية، قبل أن تنتقل في فبراير/ شباط 2025 إلى مطار بالم بيتش في فلوريدا، على بعد دقائق من منتجع "مارالاغو"، حيث استقلها ترامب في رحلة تجريبية خاصة فوق الولاية.
في حين تخضع حاليًا لتعديلات أمنية في منشأة بولاية تكساس، تحت إشراف شركة "L3Harris Technologies" المتخصصة في أنظمة الدفاع والاتصالات، وبحسب "سي إن إن"، فإن الطائرة بحاجة إلى "تفكيك داخلي كامل" قبل اعتمادها رسميًا كوسيلة نقل رئاسية.
توسيع الاستثمار الأميركي والقطري
كانت قطر التزمت باستثمار أكثر من 1.2 تريليون دولار في قطاعات تشمل الطاقة والتكنولوجيا، على هامش زيارة ترامب إلى الدوحة، فيما أكد رئيس جهاز قطر للاستثمار، محمد السويدي، أن الجهاز يعتزم مضاعفة استثماراته السنوية في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل.
ووفقًا لمراقبين، فإن الهدية القطرية قد تفتح فصلًا جديدًا في قواعد الدبلوماسية الأميركية، إذ لم يسبق لأي رئيس أميركي أن تلقى هدية بهذا الحجم من دولة أجنبية، ما يعكس تعاظم النفوذ الخليجي في المعادلة الجيوسياسية لواشنطن.
Post a Comment