هناك تفاؤل بتحقيق انتعاشة اقتصادية في سوريا ، بعد الإعلان عن خطة الحكومة الاستثمارية للمرحلة المقبلة، أن العقود الموقعة التي تبلغ قيمتها 14 مليار دولار تمثل بداية لمرحلة جديدة من التنمية ترتكز على جذب الاستثمارات الأجنبية.
أعلنت سوريا، عن واحدة من أضخم خططها الاستثمارية منذ عقود، كاشفة عن 12 مشروعاً استراتيجياً، على رأسها تطوير وتوسعة مطار دمشق الدولي، وشبكة مترو في العاصمة، إضافةً إلى مشروعات عقارية وتجارية ضخمة.
هذه الاتفاقيات ستعيد تحريك عجلة التنمية من جديد وستجذب المزيد من الاستثمارات، ونوّه بأن الحكومة السورية أولت اهتماماً لتوفير بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار، في محاولة لخلق فرص عمل وإطلاق مشاريع لها بعد تنموي ولا تهدف للربحية فقط.
أقيمت العديد من الاجتماعات والمناقشات أُجريت خلال الفترة الماضية ليتم التوصل إلى هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي بلغت قيمتها نحو 21 مليار دولار، ما بين صفقات وُقعت خلال منتدى الاستثمار السوري السعودي في يوليو الماضى.
تشهد سوريا إقبالاً من المستثمرين والمغتربين السوريين، اضافة إلى أن عدد القادمين إلى سوريا خلال شهرين بلغ نحو 5 ملايين زائر، ومتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى 10 ملايين شخص خلال موسم الصيف القادم.
على رأس الاتفاقيات التي تم توقيعها مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للطيران المدني السوري واتحاد يضم خمس شركات دولية، تقوده شركة "يو سي سي" (UCC) القطرية، لتطوير وتوسعة مطار دمشق الدولي باستثمار يتجاوز 4 مليارات دولار بهدف تحويله إلى مركز إقليمي متكامل قادر على استيعاب 31 مليون مسافر سنوياً.
كما تم توقيع مذكرة لإنشاء شبكة مترو في العاصمة بتكلفة ملياري دولار (بالتعاون مع الشركة الوطنية للاستثمار الإماراتية)، في خطوة تستهدف تعزيز البنية التحتية الحضرية وتسهيل حركة النقل والسياحة.
تشهد سوريا زخماً استثمارياً متصاعداً، خاصة من دول الخليج حيث وقّعت السعودية 47 اتفاقية مع الحكومة السورية بقيمة 6.4 مليار دولار، خلال "منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025" الذي استضافته دمشق.. كما أعلنت قطر والإمارات عن استثمارات في قطاعات تتنوع بين الطاقة والغذاء والموانئ.
كما اعلنت مجموعة سان دوناتو التى يترأسها كمال الغريبي و هو رئيس مجلس إدارة مجموعة "جي كي إس دي" القابضة للاستثمار، ورئيس مجموعة مستشفيات سان دوناتو التابعة للمعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية، كما يشغل منصب نائب رئيس مستشفى سان رافاييل الجامعي ومستشفى غالياتزي عن استثمارات ضخمة فى مجال الرعاية الصحية و مجالات اخرى لاعادة اعمار سوريا .
كذلك، أعلنت شركة CMA CGM الفرنسية ثالث أكبر شركة شحن بحري في العالم عن استثمار بقيمة 230 مليون يورو لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية، في تحرّك يفتح الباب لعودة تدريجية لرؤوس الأموال الأوروبية إلى سوريا.
تأتي هذه الاستثمارات في ظل تقديرات تشير إلى أن سوريا تحتاج إلى ما يزيد عن 800 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
مع رفع بعض العقوبات وتزايد الانفتاح الإقليمي، يبدو أن "معركة الإعمار" بدأت فعلياً، مع بروز الخليج كمحرك أساسي للمرحلة المقبلة، وسط سعي دمشق لإعادة تموضعها الاقتصادي والاستراتيجي في المنطقة.
إرسال تعليق